Copy Link

Or Share To

2025, 11th of December

لا تخف من البيانات: كيف تحوّل الإحصاءات إلى صحة أفضل لمرضاك

Dr. Muhalab Al Sammarraie

Written by

Dr. Muhalab Al Sammarraie

في السنوات الأولى بعد تخرجي من كلية طب الأسنان الأولى في العراق عام 2009، لم أكن معتادًا على التعامل مع الإحصاءات، أو الاستبيانات، أو مؤشرات الجودة الرقمية في العمل السريري. وعندما انتقلت إلى دولٍ أخرى للعمل أو الدراسة في مجال طب الأسنان، لم أجد أيضًا الكثير من العيادات الخاصة التي تعتمد على البيانات في إدارتها. لكن بعد حصولي على شهادة طب الأسنان الثانية في ولاية كاليفورنيا وبدء عملي الأول في الرعاية الصحية المجتمعية – التي تشمل عدة عيادات تخدم آلاف المرضى – تولّيت دور مدير موقع لطب الأسنان، وهناك انفتح أمامي باب واسع على عالم البيانات الضخمة. عندها أدركت أن جمع البيانات وتحليلها يمكن أن يؤثر بشكل هائل على جودة الرعاية التي نقدمها. أؤمن أن أطباء الأسنان اليوم يجب أن يعتمدوا على الأهداف المبنية على البيانات لتحسين جودة الخدمات الطبية. فالمعلومات التي تُجمع في مراحل مختلفة من الرعاية يمكن أن تكون أساسية لتقديم علاج أفضل وفي الوقت المناسب. ويمكن للعيادات أن تعمل بذكاء أكبر لتحسين جودة خدماتها وتحفيز الابتكار في الوقت نفسه. ومع اعتماد العديد من العيادات اليوم على السجلات الإلكترونية لطب الأسنان (EDR)، أصبح جمع بيانات المرضى والعيادة أسهل من أي وقت مضى. وعند تنفيذ التحليل بشكل صحيح -- وبمساعدة مديري المكاتب وفريق العمل السني -- يمكن أن يؤدي تحليل البيانات إلى تحسين جودة الخدمات الطبية وسير العمل داخل العيادة.

Article Image

00

من خلال جمع وتحليل الكم الهائل من البيانات المخزّنة في النظام الإلكتروني، يمكن تحقيق تطورات في عدة مجالات داخل الممارسة الطبية، مثل:

تحسين صحة المجتمع

تساعد البيانات في تحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بأمراض فموية مزمنة أو خطيرة، ليتم التواصل معهم ودعوتهم للمراجعة قبل تفاقم الحالة، مما يحسن صحتهم العامة ويقلل تكاليف الرعاية طويلة الأمد.

تقليل المواعيد الفائتة

يمكن للنظام الإلكتروني تحديد الأشخاص الأكثر احتمالاً لعدم الحضور وفهم الأسباب وراء ذلك. وهذا يساعد العيادة على المتابعة واتخاذ إجراءات تمنع فقدان الوقت وتحسن الاستفادة من جدول المواعيد.

الوقاية الفورية من تدهور صحة الفم

يسمح تحليل البيانات في الوقت الفعلي -- إلى جانب البيانات التاريخية -- بالكشف المبكر عن المشكلات المحتملة قبل تفاقمها. وبهذا يمكن للطبيب ملاحظة أنماط ضعف العناية بالفم ووصف الحلول المناسبة بسرعة.

01

من الواضح أن البيانات الضخمة بدأت تُحدث تحولًا إيجابيًا في طب الأسنان. فبفضل التحليل الذكي للبيانات، يمكن رفع جودة الخدمة المقدمة وتحسين تجربة المريض. كما أن دمج المعلومات الطبية الجديدة مع السجلات الطبية السابقة يتيح فهمًا أعمق لأنماط الأمراض، مما يعزز الإجراءات الوقائية ويُحسن جودة الرعاية.

02

في البداية، عندما بدأت أتعامل مع إدارة البيانات ومؤشرات الجودة، كنت أظن أن رفع أي مؤشر جودة ممكن بسهولة إذا زدنا عدد المرضى فقط. لكني أدركت لاحقًا أن الأمر أعقد من ذلك. تحسين الأداء السريري والإنتاجية يحتاج إلى عمل دؤوب، وفهم نقاط القوة والضعف، وتوجيه جهود الفريق نحو الهدف الأسمى: رعاية المرضى.

لقد أظهرت لي البيانات اتجاهات مهمة ساعدتني على تحليل أسباب النجاح أو الإخفاق.

فعلى سبيل المثال، لاحظت أننا حققنا أهدافنا في مؤشرات تطبيق الحشوات الواقية للأسنان، لكن بعد جمع كل البيانات (أعمار المرضى، الأسنان البازغة أو غير البازغة، المراجعات المستحقة، نسب استغلال الجداول...) اكتشفت أننا قادرون على تحقيق نتائج أفضل.

بناءً على ذلك، قمنا بتجربة تعديل سير العمل لمدة 90 يومًا، وكانت النتائج مذهلة -- ارتفع المؤشر بنسبة 8% مقارنة بالسنة السابقة أو العيادات الأخرى التي لم تطبق النظام التجريبي. أثبتت التجربة أن البيانات تساعدنا على تجاوز سقف توقعاتنا.

ومن أمثلة أخرى: متابعة حالات مثل أطقم الأسنان أو علاج الجذور (RCTs)، حيث تتبعنا فترات البدء والتسليم وراجعنا سير العمل لضمان تقديم العلاج بأفضل جودة وفي الوقت المحدد. كما أن التغيرات المفاجئة في المؤشرات -- سواء ارتفاع أو انخفاض -- قد تشير إلى مشاكل تدريبية مثل التوثيق الخاطئ أو ترميز الإجراءات بشكل غير صحيح، مما يتيح تحديد فرص التطوير بسرعة. إن تبنّي عقلية قائمة على البيانات، برأيي، يساعد على تحقيق الجودة والإنتاجية معًا. كما أنه يُبقي الفريق مركزًا على المهمة الأساسية وأكثر ارتباطًا بالجانب السريري. فمن المهم أن يفهم أطباء الأسنان سبب اهتمامهم بالرعاية الوقائية، ونظام المراجعات، واستمرارية الرعاية، والعلاجات المختلفة.

Dr. Muhalab Al Sammarraie

Written by

Dr. Muhalab Al Sammarraie

Muhalab Al Sammarraie, D.D.S., grew up in Baghdad before coming to the U.S. as a foreign-trained dentist. He graduated with honors in 2019 and became a member of the ADA, California Dental Association and the San Diego County Dental Society. While working towards his second degree, he accrued leadership experience in public, private, and nonprofit sectors through leading teams and overseeing process improvement in education, social service and health care. Dr. Al Sammarraie is currently a site dental director at AltaMed Health Services, one of the nation's largest FQHCs. He is also a subject matter expert for the dental board of California. Outside of dentistry, Dr. Al Sammarraie supports activist groups in Iraq that help war victims and displaced people find education and medical care.

ProjectU Logo Mark

Next Article

شلون نحدد سعر الخدمة الطبية؟